من عادة اللص أن يكون مرتبطا
بالكلاب. في الماضي كانت الكلاب تنبح ضد اللص، والآن الكلاب تنبح
من أجل حماية اللص، ومن لم يصدق فليشاهد إسرائيل وكلابها. هي سرقت
فلسطين قبل 60 عاما، وحولها الكلاب تحميها وتنبح من أجلها
كلاب إسرائيل كثيرة جدا. هناك حاليا كلاب تنبح في العلن وتقول إن
إسرائيل تدافع عن نفسها وتخوض الحرب ضد حركة حماس الإرهابية. هؤلاء
الكلاب هم من الأجانب والعرب على السواء. ليس ضروريا أن تكون
الكلاب كلها أجنبية، الكلاب المحلية تنبح أحسن.
إسرائيل ترسل أطفالها إلى مراكز تخزين الأسلحة والصواريخ لكي
يكتبوا عليها عبارات ورسائل سادية وقذرة، ثم تحمل الطائرات هذه
الصواريخ وترميها على أطفال ونساء غزة. بعد ذلك تظهر أشلاء الأطفال
وأجسادهم الطرية تحت الأنقاض.. أطفال فقئت عيونهم وآخرون بلا أرجل
وبلا أذرع.. أطفال كانوا يشربون حليبا كل صباح ويحلمون بالنجاح في
دراستهم نهاية العام ليشتري لهم والدهم دراجة أو لعبة، وفي النهاية
تحولوا إلى لعبة في يد دولة قذرة.
ليست هناك أية دولة في العالم، باستثناء أمريكا طبعا، ترسل أطفالها
لكتابة رسائل تشفّ وغدر على صواريخ الدمار موجهة لقتل أطفال آخرين.
أمريكا بدورها كانت تقوم بهذه العملية حين كان الأطفال الأمريكان
يصطفون واحدا تلو الآخر في انتظار أن يصل دورهم من أجل أن يكتبوا
عبارات تهنئة بمناسبة نهاية رمضان ومجيء العيد حين كانت الطائرات
الأمريكية تقصف أنحاء العراق. الصواريخ تصل طبعا إلى أطفال العراق
وتحولهم إلى أشلاء وعليها العبارات السادية للأطفال الأمريكيين.
إسرائيل وأمريكا تربيان أجيالهما على الحقد الأسود والسادية
المطلقة بشكل لم يسبق له مثيل في التاريخ، وأطفالهما يكتبون رسائل
الموت والدمار إلى باقي أطفال العالم، ومع ذلك فإن الأطفال الذين
يموتون هم الإرهابيون، والأطفال الذين يكتبون رسائل الموت هم أطفال
العالم الحر. حاولوا أن تصدقوا هذا.. لكن من الأفضل ألا تحاولوا،
ستصابون بشقيقة مزمنة في الرأس، وربما ستصاب أدمغتكم بجلطة مميتة.
رغم كل هذا هناك كلاب تنبح من أجل إسرائيل، هناك متكلبنون لهم
ذاكرة مشتركة مع هذا الكيان الوحشي، وهناك كلاب تتحول في مثل هذه
الأوقات إلى زواحف قذرة تدخل جحورها في انتظار وقت أفضل تخرج فيه
لتنبح من جديد.
من الآن فصاعدا يجب أن نتوقف عن نعت عشاق إسرائيل بـ«المهرولين».
هذا مصطلح شعري قديم مسحته دماء أطفال غزة. اسمهم المناسب جدا هو «كلاب
إسرائيل»... أو «المتكلبنون».
ليتأمل المتكلبنون كل هذا الدمار، هذه الأشلاء المتناثرة لأطفال
غزة الجميلين والأذكياء. هذه الأجساد الطرية المدفونة بين الركام
والمحترقة بقنابل ممنوعة دوليا. أطفال أحياء يبكون ويعانقون جثامين
أمهاتهم الشهيدات، أو صورة أمهات وآباء وهم يلفون في أكفان صغيرة
فلذات أكبادهم. كم هو صعب أن يلف المرء قطعة من كبده ويدفنها.
من الآن فصاعدا على كل من ينبح من أجل إسرائيل أن يعرف أن صفة
الكلب ليست شتيمة في حقه، بل اسمه الرسمي... مع الاعتذار طبعا
للكلاب الطبيعي.