في غزة بحر و أمواج..
و دماء على الرمال
وأشلاء متناثرة لأطفال
أنشدوا للحرية..
لفلسطين، لحيفا، ليافا، لقدس
لأحجار ترجم دبابات الأحتلال
في غزة عجوز يسكن المخيم، و المخيم يسكنه
أثقلت كاهله السنين الطوال
يتجرع النكبة ، كل يوم..
لاجيء منذ زمن، دأبه الترحال
صابر على الظلم..
لغير خالقه، لا يتجه بالسؤال
في غزة أم ترقع لأبناءها الأسمال
ترضع أطفالها عزا..
تخبز على الطابون خبزا، عجنته بالكرامة
تطرز خارطة الوطن على منديل لزوجها
حيث يقبع هناك في زنزانة، قيد الأعتقال
و كيف للريح أن تحمله له بعيدا، مئات الأميال؟
في غزة شموع تحترق لتنير موائد الخبز
و الزيت والزعتر
و إن ما توفرت، شدت على البطون الحبال
في غزة مشاف مظلمة..
ضمير إنسانية ينتحر..
قلوب لا تخفق
جثث تكومت، أجساد تمزقت،
لا دواء..لا أمصال
في غزة أطفال، يرجمون الميركافا بأحجارهم
و بالمقلاع يرمون طائرة
في خزانها وقود، بعشرة آلاف ريال
يهزأون بعملاء..و رؤساء..و قوات
باعوا الأرض والعرض، و دما سال
أداروا ظهورهم الصغيرة لأمم متحدة، و غير متحدة
و جامعات عرب، قلمت أظفارها
وجيوش علا الصدأ أسلحتها..
سقطت ورقة التوت، لا سيوف، لا نصال
في غزة مساجد، يخترق أذانها عنان السماء
تهلل،تكبر ربا قديرا، متعال
للنصر، للعزة، للتمكين
تصحح البوصلة، تصدح مآذنها بالأسراء و الأنفال
في غزة أسد، يتسللون مع الغسق
يحفرون بطن الأرض، يحفرون الجبال
الليل رفيقهم،يسدل وشاحه على أنابيب
و مساحيق، و صواعق،
بنادق قليلة، و طلقات تقول لا
لمعابر الذل، لقطعان المستوطنين،
للجيش، و أذناب الأحتلال
في غزة أمل، و حلم..
يقين بالوعد
مجد تنحني له هامات الجبال
ملاحم تسطر، نصر يصنع، قدر يتشكل
غزة العز، قلب أمة ينبض: الهزيمة محال
في غزة هاشم رجال..رجال
باسيل مرة
23 -12- 2008