مؤامرتكم مكشوفة
يا أحبار الهزيمة و
أولاد القحبة
!
فما العمل ؟
بقلم:
نور الدين
لشهب
January 18, 2009
يقول الشاعر الفلسطيني محمود مفلح:
"كلما
ازدادت سيول دمائنا.. ازداد حبنا لربنا.. وأصبحنا في فجر جديد"
يتحدث بعض الكتبة المتصهينين والمتهودين عن جهل - وبعضهم عن "علم"، ونعود بالله من علم لا ينفع- مثل الذين نراهم عبر شاشات التلفزيون وأعمدة الصحف ومواقع الانترنت وغيرها من وسائط الاتصال يدعون أننا نعاني من عقدة المؤامرة. وهم بالمناسبة غرباء يتكلمون بكلامنا في كلام ليس بكلامنا كما قال أحد النحات العرب قديما. لأن كلامهم غير منطقي ولا مفهوم. تمجه الفطرة السليمة وترفضه الوقائع التاريخية المسترسلة الموشومة في وجدان الأمة وعقلها الجماعي منذ أمد بعيد، وتحفظه الذاكرة أرشيفا من المذابح والمجازر والتدمير، وسيولا من الدماء والدموع... ويحلو لهؤلاء الكتبة أن يسموا - بعض الشرفاء ممن يذودون عن الأمة ومقدساتها - بأنهم من من يعتقدون بنظرية المؤامرة. إن هؤلاء االمتصهينين والمتهودين لا يستحيون وهم يتكلمون بكلامنا في كلام ليس بكلامنا، لأن حديثهم أشبه بكلام المجانين والمعتوهين. ولا عجب في ذلك لأنهم "نخخخخخـ..ـبة" (أعزكم الله) من المتأمرين والفاشلين والمرجفين وساء أولئك رفيقا ! لأنهم بكلامهم المغالط هذا، يرقصون فوق جراحنا، ويذرون مزيدا من الملح اليهودي على القروح والدمامل التي لم تشف بعد، ولن تشف.. إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، الشيء الذي يبعث على الغثيان والتقيؤ من لدن من كانت له ذرة من حياء وحياة.
إن المؤامرة اليهودية - كما نرى اليوم في غزة الجريحة - ليست نظرية، بل
حقيقية مكشوفة لا يستطيع أحد أن يجهلها أو يتجاهلها. وباتت وسائل
التأكد منها ومعرفتها لا تحتاج إلى كثير من الجهد والاجتهاد. إن المؤامرة مكشوفة ويعيها الناس العوام. ويدركون هذا المخطط الجهنمي انطلاقا مما يموج ويروج في الإعلام وكذا مقررات التربية والتعليم، وهما أداتان من أدوات التحكم في صناعة شخصية نمطية يسمونها كذبا وزورا"المواطن الصالح" الذي يقبل بالخنوع والذل وإشاعة ثقافة العهارة السياسية والنذالة والاستسلام والخنوع . فمن يمعن النظر جيدا في الإعلام العربي الرسمي لا شك أنه واجد أن هناك هوة عميقة جدا بين ما يطمح إليه المواطن المقهور وبين ما تروجه نخبة معزولة عن هموم الأمة تملك أدوات القمع والإكراه والإنتاج. ولقد صدق ذلك المفكر الياباني وهو يتحدث عن أهمية الإعلام في صناعة الأمة الحية حين قالـ:" أعطوني شاشة أعطيكم أمة !" أما المقررات التربوية في البلاد العربية بشكل عام والمغرب على وجه خاص، فإنها حذفت كل ما يمت بالوحدة الإسلامية والعربية والشعور بالانتماء الحضاري والديني للأمة. ومن ينظر إلى مواد التاريخ والتربية الإسلامية واللغة العربية وغيرها من المواد، يجد أن تغييرا عميقا قد طرأ على هذه المواد، حيث حذفت القضية الفلسطينية كقضية مركزية للأمة. وتم إلغاء شعر المقاومة والقصائد التي تتغنى بهموم الوطن وتدعو إلى استنهاض الهمم وشحذ العزائم مثل أشعار محمود درويش وسميح القاسم وروايات غسان كنفاني كـ" عائد إلى حيفا" و"رجال في الشمس" وأشعار فدوى طوقان وإبراهيم طوقان وروايات حليم بركات وأدب المنفى والشتات بشكل عام ... وتم تهميش النصوص الدينية من قرآن وسنة التي تحض على المقاومة والجهاد ورفض التبعية لأعداء الأمة الذين يتآمرون عليها. بل أكثر من ذلك فخلال اتفاقيات أوسلو وما تلاها سارعت بعض الأنظمة العربية إلى حذف بعض الآيات القرآنية من مناهج التربية والتعليم التي تعرف بحقيقة اليهود كناكثي العقود وقاتلي الأنبياء ومفسدين في الأرض. إن الإعلام والتعليم في البلدان العربية اليوم يعمل ويسعى إلى محو كل الثقافة العربية والإسلامية (تبعا لإستراتجية الحرب الفكرية والثقافية للطابور الخامس اليهودي) لإستبدالها بثقافة التغريب والتهويد دفعة واحدة وبقوة الدولة "العربية" القطرية التي خلفها الاستعمار المباشر في البلاد العربية. وإذا عجزت الدولة بقوة التدخل الأجنبي كما يحدث في العراق وفلسطين والصومال وأفغانستان والسودان ... فإن الغرب يتدخل في البلاد العربية والإسلامية عبر صناعة نخبة متجاوبة مع أفكاره وطموحاته، نخبة متغربة، متهودة ومتصهينة وموالية لليهود. لنأخذ ما يسمى بتنمية المجتمع المدني: هذه المسألة لا علاقة لها بتنمية المجتمع المدني. بل هي في الحقيقة محاولة خادعة تسعى إلى القضاء على المجتمع المدني الأهلي وتعويضه بمجتمع مدني بديل وظيفته الأولى والأساسية تغريب المجتمع بالعنف الرمزي وبالعنف المادي إذا لزم الأمر استبدالا لثقافة أهلية بثقافة أجنبية يعتبرونها السبيل الوحيد للتحديث. لذلك فهذا "المجتمع المدني" المزعوم يحتاج إلى عكازين أجنبيين هما : التمويل والإعلام. وذلك من أجل مزيد من تفريخ جيش من أحبار الهزيمة النافخين في كير الفساد العهاري وإشاعة ثقافة الاستسلام في خير أمة أخرجت للناس ! فما العمل إذن؟ يجيب أحبار الهزيمة، ومنهم من يفاخر بأنه "يخدم "الشعب من داخل "المجتمع المدني"، بالدعوة إلى الاستسلام لمشيئة العدو اليهودي ليقودنا كيفما شاء وكأننا دابة لا تحسن إلا " التحنقيز "وهو- بالمناسبة، مصطلح دوابي بتعبير أحد الانهزاميين ذي العقلية الدوابية التي تنتظر أن يفكر لها الناس ولا تفكر، تنقاد ولا تقود. لا تصلح إلا للمذبح أو "المسرح" (=المرعى) بدعوى أن العدو قوي ويملك ترسانة جبارة من الأسلحة التدميرية إلى جانب وقوف أغلب الدول الغربية إلى جانبه.... السؤال البديهي أيها المرجفون: متى كان الاحتلال أضعف من الشعوب التي تعرضت لاحتلاله ونهب خيراته وإضعاف ثقافته المقاومة؟؟!! كيف انتصر الفيتناميون والجزائريون؟؟ كيف أغرقت المقاومة العراقية أمريكا في المستنقع؟ وكيف أذاقت المقاومة الأفغانية الاحتلال العلقم إلى درجة أن البيدق "كرزاي" يستجدي الحوار مع المقاومة ولم يجد من يسمع له؟ وكذلك تفعل المقاومة الصومالية وأختها الفلسطينية التي تسطر الآن أسطورة في الصبر والتضحية بالغالي والنفيس، بالأرواح ومواكب الشهداء أكثر ما يربو عن عشرين يوما وما حقق العدو اليهودي ما يطمح له من هذه الحرب الظالمة، إلى درجة أن عمد هذا العدو اليهودي الجبان إلى سجن واغتيال وترهيب الصحافيين حتى يكفوا عن نقل الحقيقة وما حققه العدو من تدمير للبنية التحتية وقتل المدنيين العزل من أطفال ونساء وشيوخ مسنين! إن المقاومة هي السبيل الوحيد من أجل التحرير: تحرير الأرض والعرض عبر تحرير العقل والإرادة، على أساس عمل ثقافي وسياسي متكامل. فتحرير العقل العربي يمر عبر ما أسميه بالكوجيطو العربي " أنا حر فأنا موجود" لأننا نعيش في عصر عانينا فيه أمدا طويلا من الاستعمار الأجنبي والاستبداد الداخلي، وهو الشعار الذي رفعته حركات التحرر الوطني في أوطان العرب والمسلمين في الخمسينات والستينات من القرن الماضي، وتعرضت طموحاتها إلى الإجهاض من لدن عصابات استولت على الحكم وهمشت الأصوات الأصيلة لصالح الأصوات الدخيلة أو ما يسميه أحد المصلحين بطاحون التعليم. فما أحوجنا اليوم أن نواصل ما بدأه المقاومون المصلحون في بداية القرن الماضي قبل أن تتعرض مجهوداتهم إلى القرصنة من زعامات أوليغارشية عسكرتارية و ملكيات مطلقة أسوأ من الكهنوت، ولذلك فالمقاومة برأيي يجب أن تسير وفق خطين متساوقين : -المقاومة المسلحة لدفع الاحتلال الخارجي بالقوة كما يفعل رجال الله في فلسطين والعراق وغيرها من البلدان العربية والإسلامية. - ثم المقاومة الثقافية والفكرية والتي لا تقل أهمية عن المقاومة الأولى، بل تتجاوزها لأنها هي الرافعة الأساسية للمقاومة المسلحة، وذلك بالحوار النقدي مع الفكر الغربي وتبيان قصوره وتحيزه ضدنا كما فعل البروفسورعبد الوهاب المسيري في الموسوعة التي أشرف عليها والمعنونة بـ"إشكالية التحيز "والتي شارك فيها 61 عالما عربيا في مختلف أشكال المعرفة وعلى قدر كبير من التكوين العلمي والأكاديمي والخريجين من أكبر جامعات الغرب، ونشرتها نقابة المهندسين في مصر وكذا المعهد العالمي للفكر الإسلامي. فالعقل الغربي يعيش اليوم مأزقا خطيرا يلخصها "فاير آبند" في قوله: " وداعا أيها العقل" ويؤكد ذلك "جاك دريدا" رائد التفكيك الذي ما فتئ يوجه نقده لفكرة أن العقل هو المركز، وينقد الخطاب وينقد المعنى، ويحول الخطاب إلى مجرد كتابة والعقل إلى مجرد ألفاظ... إلخ. فلدى الغرب فكرة تشي أن النهاية قد دنت، وأن عصر الأساطير الكبرى والأقاصيص الكبيرة والروايات الضخمة عصر قد انتهى. ويبدؤون من المتناهي في الصغر الذي لا يستطيع أن يراه بالعين المجردة. في مقابل هذا فنحن في العالم العربي فلدينا إحساس أننا نعيش كل يوم فجرا جديدا يتطلب منا نهضة حضارية شاملة. أما في علاقتنا مع أنفسنا فنحتاج إلى مقاومة التكلس الفكري ودحض فتاوى التكفير والإقصاء المضاد وبناء ميثاق جامع بين الفرقاء والفاعلين يوحد جهود المخلصين منا، ويعصمنا من التشتت، ويقينا من آفات التقاتل الداخلي كما حدث في أكثر من بلد عربي وإسلامي، فلا جرم أن الدولة العربية القطرية التي نشأت بعملية قيصرية بإيعاز من الغرب لا زالت جد هشة وتعاني من أعطاب ثقافية وسياسية خطيرة، من سماتها الطائفية والقبلية والتطرف والدعوات العرقية والاستبداد ... إنها آفات يستثمر فيها الاحتلال الخارجي ويستفيد منها التسلط الداخلي،ما يعني أن بلداننا، لا قدر الله، مرشحة لمزيد من تقسيم المقسم وتجزئ المجزئ على حد تعبير المفكر الاستراتيجي الفلسطيني منير شفيق، فالمطلوب هو العمل على تحرير العقل من الأساطير والأصنام التي تلقي بثقلها على العقل العربي وتعرقل تقدمه سواء كان مأتاها واقع الغرب أو ماضي العرب، لأننا نكاد نفتقد إلى فكر عربي معاصر، فاليساريون منا لا يزالون يرددون ما يأتي من الغرب، والمحافظون لا زالوا يكررون ما يأتي من الماضي، وبين من ينسخ من ثقافة الغرب ومن ينقل من بطون كتب الفرق والملل نتوه في الحاضر ويضيع منا المستقبل. بالنتيجة نحن في أمس الحاجة إلى فكر حضاري إسلامي يجيب على الأسئلة القلقة التي نعانيها: كيف نحرر الأرض والعرض، كيف نساهم في تفعيل العقل المؤيد بالثقافة اللازمة، وتسديد الإرادة بالعزيمة المطلوبة، وكيف ننزل هذا برامج يومية يشارك فيها الجميع من أجل بناء جماعي للمستقبل دون إقصاء لفصيل أو مكون، وعلى مرأى ومسمع ومشاركة من الجميع ؟!
من هنا تبدأ المقاومة وإلى هنا تنتهي، مقاومة تستهدف الاحتلال الخارجي
بالسلاح، ومقاومة تدفع التحيز الغربي ضد ثقافتنا وأصولنا وهويتنا،وتزيح
التكلس العقلي الناتج عن كسل معرفي مقيت قاض على كل محاولة انطلاقنا
نحو التحرر: تحرر العقل والإرادة أولا.
وليس الاستسلام إلى الهزيمة كما تدعو إلى ذلك بعض الأبواق المشبوهة
على سبيل الختم: إنها الحرب العالمية على غزة، وهنا أسترشد مرة أخرى بالبروفيسور المهدي المنجرة وأنقل من كتابه الرائع، حبذا لو يطالعه أحبار الهزيمة، والمعنون بـ"الحرب الحضارية الأولى" (الطبعة الثالثة 2006، ص: 113) حيث يقول (عن حروب 1914-1918 و1939-1945) لم تكن هناك حربان عالميتين كما يشيع الغرب، ولكن هي حروب ما بين الأوربيين فقط أما الحرب القائمة في عالمنا العربي والإسلامي فهي حرب عالمية بكل ما تحمله الكلمة من معنى. تذكرت هذا القول وأنا أتابع نبأ استشهاد أحد الرجال المقاومين من لدن عصابة الإجرام اليهودي، وهو الأستاذ سعيد صيام أحد كوادر حماس، بل الأمة بشكل عام، لا أحد استنكر إلى حدود كتابة هذي الأسطر سواء كان من الزعامات الكرتونية العربية أو من قادة الغرب المنافق، ما يعني أن الحرب على المقاومة في غزة هي حرب عالمية تقودها إسرائيل ويشارك فيها قادة العالم العربي والغربي بشكل عام. رحمك الله يا سعيد. رحمك الله يا شهيد، وطوبى للغرباء في أعلى عليين وجنات النعيم، والذل والعار لمن باع فلسطين وأدخل كل زناة الليل إلى حجرتها وصرخ فيها أن تسكت صونا للعرض ... فما أشرفكم أولاد القـحـبة ! |
المقاومة بسلاح المقاطعة: قاطعوا اليهود !
|
أخي المسلم: إن تعذّر عليك أي فعل أو جهاد مقاوم، فبربّك، على الأقل، قاطع اليهود بكل ما استطعت، وأينما كنت في العالم: ماليا و تجاريا وسياسيا وثقافيا وإجتماعيا وإقتصاديا. وهذا من حقك القانوني الفردي والديمقراطي المشروع. فلا تدعم - بأي طريق، مباشر أو غير مباشر، عدونا اليهودي. وهذا أضعف الإيمان أن تقاطع اليهود وتمتنع من دعمهم كأعداء، سواء بالمال أو بالتعامل التجاري أو السياسي أو الثقافي. وحاول أن تقاطع كل السلع اليهودية وكل الشركات اليهودية وكل المتاجر والمحلات اليهودية. وقاطع أيضا كل خائن يتعامل مع اليهود أو مع تجارتهم وسلعهم ومحلاتهم ومتاجرهم. إن كل ربح تجاري يكسبه منك يهودي قد يذهب كمشاركة منك غير مقصودة للمشاركة في المجهود الحربي اليهودي الإسرائيلي للإستمرار في إحتلال وقتل إخواننا الفلسطينيين كخطوة أولى لإخضاعنا جميعا ولتركيع أمتنا الإسلامية وإذلالها وإستعبادها. |
FRENCH |
ENGLISH |