هدف حصار
غزة..
هل سيتحقق؟!
بقلم:
سوسن
البرغوتي
الصمت المشبوه الذي طغى
على مواقف الأنظمة العربية من الحصار الجائر المفروض على غزة، ومن
الوضع العام الفلسطيني الداخلي، وصل حد المشاركة في تشديد الحصار على
مليون ونصف المليون من الشعب العربي الفلسطيني، ولو أن العديد من
الأحزاب العربية "التقدمية" وغيرها اعتبر أن دعم ومساندة أهلنا في
القطاع لا بد سيصب في مصلحة حماس سياسيًا بالدرجة الأولى، وعلى تلك
الفرضية حاولت هذه الأحزاب أن تقف على مسافة واحدة من الجميع، ما يعني
أيضاً الصمت والسكوت عما يجري.
ولذلك فقد اختلطت الأمور
وتداخلت ووصلت إلى حدود تشابك الأيدلوجيات والنظريات والتفسيرات
والفلسفات، ما أفقد أصل الموضوع والأسباب فهم أمور قد تكون أكثر أهمية
وخطورة وإلحاحاً، أهمها:
- إن الشعب الفلسطيني
كله في القطاع محاصرًا، وكله يتعرض لأبشع إبادة جماعية يمارسها
الاحتلال الصهيوني بموافقة رسمية عربية، وبمساندة سلطة أوسلو في رام
الله، لتعود إلى القطاع على ظهر الدبابات "الإسرائيلية"، كما دخلت
الوطن المحتل أول مرة، فقد بّشر عباس بالعودة لاحتلال غزة سريعًا.
- بما أن حماس تشكل أقوى
فصيل في معسكر المقاومة الفلسطينية، والحصار مفروض بطبيعة الحال على كل
فصائل المقاومة، مما يعني أن القضاء على المقاومة المسلحة هو الهدف،
وهذا ما يراهن عليه "شركاء السلام"، لنبذ "العنف" الفلسطيني،
والاستمرار بما أطلقوا عليه "النضال السلمي".
- الرهان على إسقاط حماس
في غزة شعبياً، لعدم قدرة الشعب على احتمال جور وقسوة الحصار ومنع كل
سبل الحياة عنه، والإذعان لمطالب "السلام العادل" وشرعية الهيمنة
وشرعنة الاحتلال.
- بعد شهر تقريبًا من
تصعيد الحصار وخنق أهلنا في القطاع، ومنع خروج الحجاج إلى بيت الله
الحرام، تُفتح المعابر وتُغلق لأيام أو لساعات معدودة، وبقرار فاعل من
جانب النظام المصري العربي، هذا السلوك يوجّه ويحمل رسائل لأهل القطاع،
بأن المتحكم الأول والأخير بمصيرهم وحياتهم هو الكيان الصهيوني، وإن أي
خرق للتهدئة سيقابل بعقاب مباشر هو إغلاق منافذ الحياة عنهم، لتبدو
حماس وكأنها المسؤولة عن تجويع الشعب الفلسطيني.
- ضرب الإعلام الوطني
المقاوم، بهدف التضييق وقمع حرية الإعلاميين الوطنيين، وليس أدل على
ذلك من تعليق عمل وكالة رامتان واختطاف مدير مكتب قناة الأقصى الفضائية
في الضفة المحتلة محمد اشتيوي.
- كما أن إغلاق المعابر
يمنع ويحد من تهريب الأسلحة والغذاء والمال من الخارج إلى القطاع، وهي
رسالة أيضاً تقول: حياتكم وغذاؤكم مقابل رأس المقاومة. إن الأطراف المتحالفة تراقب ردود فعل حركة حماس، لإثبات أنها غير قادرة على لمّ شمل الفلسطينيين، بعدم المصالحة مع رهط أوسلو ورأس الحربة عباس، وتشديد الحصار كي تقبل بما هو معروض عليها، وأنها السبب في استشهاد المدنيين والمقاومين على حد سواء، ولذلك فإن حصار القطاع، ما هو إلا خطوة من هجومات أشرس وأشد.
نفهم من كل ما تقدم أنها
خطوات تمهيدية لتنفيذ إما اجتياح غزة، للقضاء على كتائب عز الدين
القسام بعد موجة الاعتقالات الواسعة لهم في الضفة، والرهان على أن
الحصار بحد ذاته يسقط حماس شعبيًا بالتزامن مع التحضير للانتخابات
المزمع إجراؤها في رام الله، باستبعاد حماس كحركة "انقلابية" على
الشرعية "الأوسلوية"،
ليبدو أن الكيّ آخر العلاج سياسيًا وعسكريًا، باستعادة غزة إلى حظيرة
التسوية، عندها تصبح المناطق الفلسطينية موحدة سياسيًا، خاصة أن التيار
اليساري المتحالف، حسم أمره باختيار برنامج سلطة أوسلو.
هذا الهجوم الثلاثي على
أكبر فصيل مقاوم فلسطيني، يضعنا أمام سؤال كبير، ربما نشهد الإجابة عنه
في الأيام القادمة، وهو: هل ستبقى حماس تعتمد نهج المناورة سياسياً حتى
يتم تفكيها، أم أنها مع الفصائل المقاومة تدرس جدياً توحيد وتقوية
الجبهة المقاتلة، وإنهاء التهدئة؟
إن أصعب ما تواجهه
الجبهة المقاتلة، هو تشديد الحصار، وبرودة مناخات الشارع العربي، الذي
يجب أن يساهم بقوة أكثر وفعالية أكثر لكسر الحصار، ليس من أجل حماس
المقاومة فحسب، بل من أجل الشعب الفلسطيني في القطاع وصموده، وإلا
سينهار معقل من معاقل المقاومة العربية – لا قدر الله- ، وسيؤثر سلبًا
على الجبهات المقاومة العربية الأخرى، وبالتالي تسديد الضربات بتركيز
أكثر في فلسطين وغير فلسطين وإضعاف مواقعها، فأين مصلحة الأمة والجبهات
المقاومة الأخرى بذلك؟! لم يعد الموضوع مشاركة في صنع القرار السياسي الفلسطيني، بقدر ما هو حشر وحصار والقضاء على كل من يتمسك ببرنامج مقاوم، ولهذا فإن أفضل الطرق لخروج المقاومة من أزمتها في قطاع غزة بسبب الحصار العودة إلى موقعها والهدف الذي تأسست من أجله، بعدما كشفت للعالم بأسره، أن سلطة عباس لا تعدو أكثر من موظف مؤقت، وإنهاء التهدئة والعودة إلى المواجهة المؤثرة هو السبيل، خاصة والحصار ما زال مستمراً، ما يعني أن التهدئة لم تصل إلى نتائج مرضية لصالح الشعب الفلسطيني المحاصر.
أما بحساب الربح
والخسارة، فإن الفصائل المقاتلة لم تحقق أي من مطالبها بعد، وأن
الاتفاق الشفوي برعاية نظام مصر، ساهم في تشجيع "الإسرائيليين" على
مزيد من الاختراقات والقتل والتجويع... فهل يمكن أن تستمر التهدئة من جانب واحد، ومنح العدو الوقت لإعادة ترتيب بيته الداخلي براحة تامة، والاستعداد لخطوات قادمة، تصيب الهدف المراد تحقيقه؟! |
المقاومة بسلاح المقاطعة: قاطعوا اليهود !
|
أخي المسلم: إن تعذّر عليك أي فعل أو جهاد مقاوم، فبربّك، على الأقل، قاطع اليهود بكل ما استطعت، وأينما كنت في العالم: ماليا و تجاريا وسياسيا وثقافيا وإجتماعيا وإقتصاديا. وهذا من حقك القانوني الفردي والديمقراطي المشروع. فلا تدعم - بأي طريق، مباشر أو غير مباشر، عدونا اليهودي. وهذا أضعف الإيمان أن تقاطع اليهود وتمتنع من دعمهم كأعداء، سواء بالمال أو بالتعامل التجاري أو السياسي أو الثقافي. وحاول أن تقاطع كل السلع اليهودية وكل الشركات اليهودية وكل المتاجر والمحلات اليهودية. وقاطع أيضا كل خائن يتعامل مع اليهود أو مع تجارتهم وسلعهم ومحلاتهم ومتاجرهم. إن كل ربح تجاري يكسبه منك يهودي قد يذهب كمشاركة منك غير مقصودة للمشاركة في المجهود الحربي اليهودي الإسرائيلي للإستمرار في إحتلال وقتل إخواننا الفلسطينيين كخطوة أولى لإخضاعنا جميعا ولتركيع أمتنا الإسلامية وإذلالها وإستعبادها. |
FRENCH |
ENGLISH |