في مقابلة أجرته معه صحيفة
المشعل
الأسبوعية المغربية
أحمد رامي
/ المعارض المغربي
المقيم بالسويد/
يقول:
المحنة التي تمر بها أمتنا
هي التي صنعت ظاهرة الظواهري وابن لادن
أحمد رامي ساخط على أوضاع العالم العربي، مشيرا إلى أنه لو حدث أن كان في السويد أو عند أي شعب في العالم حاكم يتعاون مع عدو أمته وبلده وشعبه بكل هذه الوقاحة والجرأة التي يتعامل بها حكامنا العرب مع أعدائنا لظهر فيها المئات من أمثال الظواهري وبن لادن، مضيفا أنه ليس هناك شيء اسمه القاعدة، بل هناك قواعد حقيقية للاحتلال والهيمنة اليهودية. |
المشعل:
ما تقييمكم للتصريح الأخير
لأيمن الظواهري والذي هدد فيه المغرب بقرب تنفيذ عمليات إرهابية جديدة؟
أحمد رامي: كلام الظواهري لا علاقة له
بالمفاوضات بين المغرب والجزائر، الظواهري نفسه كظاهرة وكلامه ليس هو
الذي صنع الظروف الكارثية التي نعاني منها حاليا في كل العالم
الإسلامي.
إن الاحتلال الوحشي الهمجي،
في فلسطين والعراق وأفغانستان والصومال، هو الإرهاب بعينه، وليس
المقاومة الباسلة التي تضطر شعوبنا لخوضها دفاعا عن أوطانها وأرضها
و عرضها
وكرامتها وحريتها!
إن الأنظمة الحاكمة، في
العالم العربي والإسلامي، بالطغيان والقهر والخيانة والقمع، هي الإرهاب
بعينه، وليست مظاهر المقاومة والاستنكار والاحتجاجات ضد مظاهر الخيانة
والمنكر والعمالة لأعداء أمتنا المحتلين والغزاة.
المشعل:
من الملاحظ أن خروج
الظواهري تزامن مع انطلاق المفاوضات بين المغرب والجزائر، هل هذا يعني
رغبة القاعدة في إفشالها على أساس أن أي اتحاد مغاربي سيؤدي بالضرورة
إلى اتحاد أمني وهو الأمر الذي سيساهم في القضاء على القاعدة في المغرب
العربي؟
أحمد رامي: إن "الاتحاد الأمني" موجود
فعلا - منذ أمد بعيد - بين أنظمة المغرب العربي الإسلامي.
لقد رجع بنا حكامنا إلى حالتنا في
بداية القرن الماضي، إلى عهد الغزو والإحتلال والاستعمار تحت أسماء
تمويهية مختلفة كـ"الحماية" و"الانتداب" و"العصرنة"، مع فارق كبير هو
أن سيدهم المراشال اليوطي كان أذكى وأدهى، بحيث أنه لم يكن يركز كل
استراتيجيته على الجانب الأمني، بل كان جهده السوسيولوجي موازيا لحروب
"التهدئة" "Guerres
de pacification"
الاحتلالية.
والخراب الثقافي
والديني واللغوي الذي ألحقته بنا أنظمة
الإستعمار الجديد لبورقيبة وبومدين وأمثالهما في
المغرب، هي أكثر بألف مرة من الخراب الذي ألحقه بنا الاستعمار المباشر
خلال كل عصر احتلاله، وبالتالي فإني كنت دائما أقول أن حكام الخيانة في
بلداننا اليوم ورثوا كل أحلام المستعمر في السيطرة والاحتلال
و الهيمنة بدون أن
يرثوا ذكاءه.
فإسرائيل لها استراتيجيتها
وخطتها وأهدافها - منفصلة عن مصير حكامها - أما عندنا، فحال حكامنا
يقول "علي وعلى أعدائي"!
إن عدو أنظمتنا هو شعوبها
وآمال أمتنا في التقدم والحرية والكرامة!
على إثر لقاء وزيرة خارجية
العدو الصهيوني أخيرا بوزير خارجية المغرب صرحت هذه
اللفعة العدوة الملعونة أن
إسرائيل والأنظمة العربية لها نفس الأعداء!
فهكذا: عندما تسود الخيانة
ويعم الفساد وتكم الأفواه، فلا يبقى إلا ما فعله خالد الإسلامبولي وما
يفعله اليوم الظواهري وبن لادن!
أنا في السويد - حيث
الديمقراطية والحرية النسبية - لم يخلد ببالي يوما أن التجئ إلى العنف
للتعبير عن آرائي،
فأنا أستطيع هنا أن أمارس حريتي في التعبير و أسست إذاعة ومارست الجهاد الإعلامي السلمي
والديمقراطي.
ولكن عندما كنت في المغرب لم
يكن عندي أي خيار آخر سوى
الخيار لذي كان أمام المواطن عبد الناصر
و الماطن الشهيد الإسلامبولي! ولو كنت في
بلدي المغرب اليوم فلن يكن عندي - كمواطن غيور على وطنه - سوي
خيارناصر أو الإسلامبولي أو
الاستسلام لقانون الغاب أو السجن أوالموت!
المشعل:
لوحظ مؤخرا وفي ظل الحرب
على الإرهاب، الاهتمام الأمريكي بمنطقة المغرب العربي وهو الأمر الذي
قوبل باهتمام القاعدة هي الأخرى، حيث اتخذت مجموعة من التيارات
الراديكالية تحت راية القاعدة، ما رأيكم في هذه المساءلة؟
أحمد رامي: لا أعتقد أن هناك شيء
إسمه
"القاعدة"! بل هناك قواعد حقيقية للإحتلال والهيمنة اليهودية تمثلها
الأنظمة الطغيانية السائدة في العالم العربي والإسلامي والتي تتحدى
مطامح شعوبنا وتستفزها، مما يولد المقاومة.
أما اسم "القاعدة" - الذي
يتداوله الإعلام حاليا - فهو
إسم يمكن أن يستعيره ويستعمله أي أحد
اليوم للدعاية أو لتبرير سياسة معينة أوللإستقواء
بالأجنبي، وأنا
متأكد من أن عددا كبيرا مما ينسب اليوم "للقاعدة" هو في الحقيقة من صنع
المخابرات الصهيونية أو العربية أو الجزائرية أو "المغربية"!
المجموعات السرية يسهل على
المخابرات الصهيونية اختراقها واستعمالها وتوجيهها،كما
حدث مثلا في الجزائر مع GIA.
لاحظوا كيف تم
السكوت على حالة الفرنسي الذي تظاهر باعتناق الإسلام وأعتقل في أحداث
الدارالبيضاء حيث اعترف أمام المحققين
بأنه في مهمة
للموساد اليهودية للتسلل للحركات
الإسلامية! وأنا متأكد أيضا
من أن هجمات 11 سبتمبر، ضد المركز التجاري
العالمي في نيويورك، هو من صنع وتدبير المخابرات اليهودية والموساد،
لأن إسرائيل هي الوحيدة المستفيدة من تلك العملية.
المشعل:
ألا يمكن أن نرجع ذلك إلى
فشل الدول المغاربية عامة والمغرب خصوصا في فتح حوار مع معتنقي الفكر
التكفيري الجهادي؟
أحمد رامي: أي "حوار" تقصدين؟ وحول
ماذا؟ هناك مشكلتين - لا ثالث لهما - لابد من حلهما أولا قبل أن يكون
هناك أي
حوار أو
سلام أو أي وجود
حقيقي لنا أو تقدم أو حياة حقيقية لشعوبنا، وهما:
إحتلال فلسطين
منذ ستين عام وغياب الديمقراطية في بلداننا مما يجعلنا كلنا نعيش تحت
إحتلال فعلي، لأن الديكتاتورية هي أيضا نوع من الاحتلال!
فلا يمكن الحوار مع العملاء و المحتلين لأن اللغة الوحيدة التي
يفهمونها هي لغة المقاومة!
وفي الظروف الراهنة - في
ظروف إختلال توازن القوى
لصالح العدو المحتل - فإن
المقاومة الشعبية الصامدة المستمرة هي
خيارنا الوحيد وسلاحنا الحاسم لتحرير
ِشعوبنا من الطغيان و لتحرير كامل فلسطين.
إن الإستراتيجية الوحيدة الممكنة أمامنا الآن هي
الإستراتيجية البعيدة المدى، أي الصمود و المقاومة بكل الوسائل الممكنة
وعلى كل الجبهات.
إن "التفاوض" في الظروف
الحالية لن يكن سوى
إستسلاما مهينا ومؤقتا أمام قانون الغاب
، و لن يحسم أو يحل المشكل الأساسي لا باانسبة لنا و لا بالنسبة للعدو
المحتل نفسه. لقد جعل اليهود العالم الإسلامي كله "فلسطين" كبرى محتلة. وحربهم علينا هي حرب شاملة: عسكرية، ثقافية، حضارية، لغوية وسياسية. وبالتالي ينبغي لمقاومتنا أيضا أن تكون شاملة على كل الجبهات.
لقد بدأ تحرير السويد - قبل
قرن من الزمن أو أكثر - بصحوة دينية قوية شبيهة بانتفاضة لوتر
البروتستانتية حيث ساد في البداية تعصب ديني قوي. وهذا التعصب يشبه
الحاجة إليه حاجة جسم المريض إلى الدواء! وبعد الشفاء تنتفي الحاجة إلى
الدواء! أما الدستور الحالي السائد في السويد فهو كان ثمرة
إنقلاب
عسكري - قاده الجنرال "أدلكروتز" - أطاح بالملك وفرض دستورا ديمقراطيا،
كما يقع اليوم في موريطانيا أيضا.
إن الأنظمة في العالم العربي
والإسلامي هي
"التكفيرية" الحقيقية التي "تكفر" كل من لا يؤمن بها ويركع لها ويقبل أيديها
وأقدامها، إنها هي المشكلة الحقيقية الكبرى!
المشعل:
سئل بن لادن ذات مرة لما
لا تستهدف القاعدة المغرب فأجاب بأن المغرب ترك كاستراحة للمجاهدين، هل
المستجدات الأخيرة تشير إلى تغيير في إستراتيجية القاعدة؟
أحمد رامي: ربما أن بن لادن يقول فقط
– بصوت عال – ما يجول في خواطر غالبية المسلمين الذين يشعرون بالمهانة
والذل والعجز أمام أوضاعنا الراهنة، ولا أعتقد أن بن لادن يتربع على
عرش منظمة كبرى منضبطة ومركزية يخطط كجنرال وقائد عسكري.
المشعل:
اعتمدت الدولة المقاربة
الأمنية لاجتثاث الحركة الراديكالية إلا أن الأيام أظهرت فشل هذه
السياسة من خلال انخراط أتباعها في تيارات إرهابية كالقاعدة التي أنشأت
فيصلا مغاربيا، إلى أي حد يعتبر هذا صحيحا؟
أحمد رامي:
مرة أخرى، إن ما يسمى
اليوم بـ"الإرهاب"
ليس سوى ردود أفعال طبيعية و عوارض مرض
فتاك ينخر في أوصال أمتنا ومجتمعنا.
المشعل:
تظهر مجموعة من العمليات
الإرهابية التي ضربت العالم ضلوع مغاربة في تنفيذها، ألا ترون أن ذلك
سيسهل من جهة عمل القاعدة بالمغرب؟ ومن جهة أخرى تسلم المغاربة مشعل
الإرهاب الوهابي من إخوانهم السعوديون؟
أحمد رامي:
أعطيت الحرية لليهود في
فلسطين المحتلة وانتخبوا
المحتل الإرهابي شارون، وقبل به العالم
االمتصهين"أجمع".
إن تشابه
شكل من أشكال المقهومة
وتقاربها بين السعوديين والمغاربة مصدره، في اعتقادي، هو تشابه نسبي بين
طبيعة
النظامين الحاكمين في السعودية وفي المغرب، بالإضافة إلى الشعور الراسخ
عند أغلب المسلمين – مغربا ومشرقا – بأنهم ينتمون إلى أمة إسلامية
واحدة المصير والدين والرسالة.
المشعل:
ما السر وراء نجاح القاعدة في
استقطاب الشباب الإسلامي إذا ما أخذنا بعين الاعتبار طبيعة الأتباع؛
مثقفون، جامعيون، رجال أعمالـ أطباء أغنياء، فقراء....؟
أحمد رامي: عبر التاريخ الإنساني كله
– كانت المقاومة على الدوام هي الرد
الطبيعي التلقائي الحتمي و الشرعي الوحيد أمام كل أشكال
الاحتلال.
وكان بذلك عبد الناصر قدوة
جيلي كله وقائدا عظيما لأمتنا. شخصيا لقد أخترت الجهاد في الجبهة الإعلامية (على غرار الجرائد المستقلة في المغرب)، ولكنني – في حالة الإحتلال الأجنبي وغياب الديمقراطية – أتفهم الجهاد الممكن أو الضروري على كل الجبهات الأخرى التي اعتبرها مكملة لبعضها البعض وليست متناقضة أو متعارضة ! |
"أحمد رامي لـ
"الخبر
رفضت العودة إلى المغرب
لغياب دولة القانون
التي تحفظ حق الحياة والأمن لكافة المواطنين
أحمد رامي عن
الإنتخابات الأخيرة في ألمغرب:
ا
سمحوا
لي
أن
أبصق
على
مجتمعنا
!...
محمد السادس سابع أكبر لصوص العالم |
رسوم كاريكاتورية - Caricatures politiques - Politicals Cartoons
نصر الله
فضح
أعداء
الله
رسالة مفتوحة الى
محمد السادس
بروتوكولات
حكماء صهيون
تقديم
ما هي" برتوكولات حكماء صهيون"؟
|
إنها
كارثة أمة تتآكل أمامنا ونحن
لاهون أو ساكتون!
|
:"المفكر والكاتب السويدي يان
ميردال يتحدث لـ"الانتقاد