HOME


من هم المؤرخون المراجعون
ولماذا يجب أن تعنينا "المحرقة" اليهودية

د. إبراهيم ناجي علوش

محتويات الكراس


الحقيقة تطلب صاروخا

الطوفان حول الأرض للدفاع عن الحقيقة والعدل والحرّيّة.

14 مايو , 2001

ذلك السرّ الصّغير القذر

ماكينزي بين

15 مايو هو عيد استقلال "إسرائيل" [علامات التّنصيص من المترجم]. كم غريب هذا المسمّى لاحتلال فلسطين الذي بدأ منذ أكثر من خمسين عاما وما زال مستمرا بوحشية حتى الآن.

"الاستقلال ممن؟" يجب أن نتساءل . فبينما العالم يحني رأسه بإجلال في ذكرى هذا التّاريخ المهيب، أتساءل ما إذا كان شارون سيأخذ راحة من نشاطاته الإجرامية، أم أنه سيكثّفها احتفاء "بالاستقلال" الصّهيونيّ. كيفما تخبّط شارون، فإنّ هذه السنة، وأخيرا، لا أعتقد بأنّ بقية العالم سيقف بإذلال، محنيّ الرأس، مرددا النشيد الصهيوني "أبدًا ثانيةً" (Never again).

مفاوضات السّلام المزعومة بين "إسرائيل" والفلسطينيّين قد تدهورت إلى إرهاب شارون ووحشيته النّموذجيّة، المدعومة من قبل نظامنا العميل في واشنطن , والمتجاهل كليا من قبل إعلامنا، والمرحّب به من قبل مؤيّدي الفتوة المختلين في الولايات المتّحدة وأوروبّا .

لكنّ سّرا صغيرا قذرا قد بدأ يطفو إلى السطح حول العالم. هذا السر من شأنه أن يخترق ذاك الجزء الضّعيف للفتوّة، كسكينة تنفذ في زبدة دافئة. لقد أنكر الفتوّة الحقوق الأساسية لأي شخص يعرف هذا السر الصغير القذر . كما عمل الفتوّة على سجن أولئك الذين على علم به، وترويع عائلاتهم، وحرق وقصف بيوتهم.

يصدر الفتوة تهديدات بالموت، ويفرض تشريعات تمنع إظهار الحقيقة في المحاكم القانونية ـــ إنه يلجأ أيضا إلى قتل أولئك الذين يريدون إخبار العالم بالسر الصغير القذر للفتوّة. ولكن، وبالرغم من كل أساليب الترويع، وقوانين الرقابة، واستخدام القوة، فإنّ حتى الفتوّة لا يستطيع منع الحقيقة من الظهور.

إنكم تتساءلون، ما هو هذا السر الصغير القذر؟ سأخبركم، ولكن أولا يجب عليّ أن أحذركم بأن تبقوا عيونكم مفتوحة، وأيديكم بعيدة عن آذانكم. إياكم والتراخي، فالشعب الفلسطينيّ بحاجة إلينا لأن نخترق تلك الزبدة الدافئة، للقضاء على الفتوّة بصفة نهائيّة. وهذا يتطلب أن نتكاتف جميعا وأن نوحّد قوانا لفعل ذلك. إن وجدتم أنّ ذلك يفوق قدراتكم، أو أنكم لا تستطيعون مواجهة الحقيقة، فإنّ أيديكم ستتلوّث بالدم الفلسطيني، وأمة الأبرياء تلك قد تهلك. فلن يذعن الفلسطينيّون للعبوديّة أبدًا، لذا سيضطر الفتوّة لقتلهم جميعا.

حسنا، خذوا نفسا عميقا، وتشجّعوا، فهوا السر الصغير القذر!

لم يكن لدى الشعب الألماني والحكومة النازية خطة لإبادة اليهود خلال الحرب العالمية الثانية. أكرر، لم تكن هناك خطة أبدا لإبادة اليهود خلال الحرب العالمية الثانية. بل على العكس، فقد أثبت بعض أشجع الأشخاص على الأرض، علميا وتاريخيا وديموغرفيا، من خلال البحث المتواصل، وبالرغم من اضطهاد الفتوّة الوحشي، بأنّ النازيين لم يبيدوا ستة ملايين من اليهود في غرف الغاز المزعومة! إنهم حتى لم يبيدوا مليونا واحدا بالغاز! لم يقتل أحد بالغاز. إنّ الرواية الرسمية حول الحرب العالمية الثانية – الرواية الصهيونية– التي تضع اليهود في الصدارة وفي مركز الاهتمام ، وتصوّر عذابهم بأنه فريد من نوعه في التاريخ البشري هي أكذوبة. إنها أكذوبة الفتوّة الذي لا يريد أن يعلم العالم بها. ذلك هو السر الصغير القذر، ذلك الذي بدأ يخرج الآن.

إذا لم تصدّقوني، فاذهبوا إلى أقرب متحف "للمحرقة"، أو فصل دراسات "المحرقة" واطلبوا دليلا صلبا بأنّ الألمان كانت لديهم خطة وسلاحا لإبادة اليهود. 

هل تعلمون ماذا سيعرضون عليكم؟ صورا لأكوام من الأحذية والنظارات، كانت قد جمعتها الحكومة الألمانية خلال فترة الحرب لإعادة تصنيعها. لكنّ الفتوّة سيخبرك بأنّ أصحابها السابقين قد أُبيدوا بالغاز. سيعرضون عليكم صورا لأكوام من الشعر كانت تستخدمها البحرية الألمانية أبان الحرب كطبقة وقائية على الغوّاصات، لكنّ الفتوّة سيخبرك بأنّ هذا الشعر قد جُزّ قبيل إبادة أصحابه في غرف الغاز. (الحقيقة هي أن ذلك كان لإزالة القمل حماية لأرواحهم من مرض التّيفوس!). سيعرضون عليكم صورا لأناس واقفين أو مترجلين من القطارات، ويقولون لكم بأنّ هؤلاء الأشخاص في الصور سيتم إبادتهم بالغاز. إنّ أي شخص بنصف عقل يستطيع أن يرى بأنّ هذه الصور هي في الحقيقة صور لأشخاص واقفين أو مترجّلين من القطارات. سيعرضون عليكم صورا مخيفة لأكوام من الأجساد الهزيلة ويقولون لكم بأنّ هذه الأرواح البريئة قد أُهلكت في غرف الغاز. إنّ أكثر من أربعين مليونا من البشر هلكوا خلال الحرب العالمية الثانية، لذا، فإنّ الحصول على صور لبعض ضحايا الحرب لن يكون بالشيء الصعب. ولكن، كيف لهم أن يثبتوا بأنّ أولئك الذين في الصور كانوا جميعا من اليهود وبأنهم قد أبيدوا بالغاز؟

اعملوا كما كان يعمل أستاذنا اللامع والمحبوب، البروفيسور فوريسون، منذ عقود. اطلبوا رؤية صورة لغرفة إعدام بالغاز. (إن "غرفة الغاز" المزعومة في اوشفتز هي نسخة أعيد تركيبها بعد الحرب، من قبل الجيش الأحمر). لا يستطيع الفتوّة أن يعرض عليكم صورة واحدة لغرفة إعدام بالغاز وجدت في زمن الحرب، مع أنّ لديهم صورا لأحذية ونظارات وشعر. هل تريدون أن تخمنوا لماذا؟

سيضرب الفتوة على صدره ويزأر عن محاكمات نورمبرغ التي "أثبتت" "المحرقة". إنّ نظرة على النّسخ المكتوبة من هذه المحاكمات، وحتى دون التمعن فيها، ستثبت بأنّ هذه المحاكمات لم تكن أكثر من محاكمات صورية سوفيتية، شجبها في ذلك الوقت السياسيون والقضاة في الولايات المتحدة. الشّيء الوحيد الذي تثبته محاكمات نورمبرغ هو تنكر الفتوّة للعدل والحقيقة, كلما رأى ذلك ضروريا.

فبدلا من تقديم الأدلة القاطعة عن إبادة اليهود، فإنّ الفتوة سيدفعكم للاستماع إلى شهادة "الناجين". إنّ الاستماع إلى شهادة "الناجين" يعني أن تكون جمهورا مأسورا بشهادة أشخاص لا يملكون أي دليل على وجودهم في معسكرات الاعتقال، أو أي دليل على الجرائم التي زعموا أنهم شهدوها أو تعرّضوا لها، أو لديهم أهلية تخولهم بأن يكونوا خبراء على قصص "المحرقة". أدعوهم للشهادة تحت القسم مع إبقاء حقكم لاستجوابهم، وسوف يتم اتهامكم بأنكم "معادون للسامية ومنكرون للمحرقة". إنهم مشهّرون محترفون للشعب الألماني، قلّما يحاسبون على الافتراءات المخزية والمشينة التي يروّجونها دون دليل أو بيّنة.

لقد عانى اليهود خلال الحرب العالمية الثانية. وقد مات العديد والعديد منهم. ولكن في الوقت نفسه مات الملايين من الجنود الذين بذلوا أرواحهم وهم يقاتلون فداء بلادهم. كما مات الملايين من المدنيين من المرض والمجاعة والهجمات الوحشية على جموع المدنيين من قبل قوى الحلفاء والمحور.

إنّ معاناة اليهود خلال الحرب العالمية الثانية لم تكن فريدة من نوعها. فلا يستطيع الفتوّة أن يقدّم دليلا علميا وتاريخيا وديموغرفيا واحدا لإثبات نسخته عن التاريخ. فكل ما يستطيع فعله هو أن يتجهّم ويهدد، ويسجن ويقتل، ويظلم ويقمع. لكنّ الحقيقة قادمة.

إذا أردتم معاناة فريدة، فلا تحتاجون للنظر لأبعد من الفلسطينيين. فلأكثر من نصف قرن، قام الفتوّة بإطلاق النار على الرّضع في وجوههم، وعلى الأطفال الصغار الذين يقذفونه بالحجارة، وعلى قتل النساء والأطفال، وذبح الرجال وهم في طريقهم إلى العمل، وهدم البيوت وأهلها نائمون، وحفر الخنادق حول القرى لقطعها عن بقية العالم، وقصف البيوت، واغتيال الناشطين وإسكات النقّاد.

آن الوقت لشجب أكاذيب الفتوّة بكل ما أوتينا من خلق، معا. إنّ إنسانيتنا تطلب منا ذلك في مواجهة هذا الإرهاب والظلم. تسلّحوا بالحقيقة، فالفتوّة لا يستطيع إسكاتنا جميعا. هناك الملايين الذين يعرفون هذا السرّ الصغير القذر، ومن واجبنا أن نفضحه، وأن نخترق ضعف الفتوّة بالحقيقة. إنّ 15 مايو هو يوم الاحتلال "الإسرائيلي". انشروا هذه الحقيقة حتى يمكننا تحرير الفلسطينيين. عندئذ فقط نكون قد رددنا هذه العبارة "أبدا ثانية" بصدق.



 



HOME                           اللغة العربية